تعد الأشجار جزء هام من الطبيعة ، وتحمل في كل جزء منها فوائد لا حصر لها ، يمتلك العالم مئات الأنواع من الأشجار ، لكل نوع شكله الخاص وفوائده المتعددة ، ولعل شجرة البونسيانا الملكية هي إحدى الأشجار البارزة في العالم .
تحمل هذه الشجرة أهمية خاصة لدى الكثيرين ، نظراً لما تمتلكه من شكل جمالي ساحر ، ومجموعة متنوعة من الفوائد الهامة للإنسان ، نتعرف اليوم بصورة أعمق على شجرة البونسيانا الملكية ، ونتطرق للتعرف على أبرز فوائد هذه الشجرة ، كما سنتعرف كذلك على أصل منشأ هذه الشجرة ، وكيفية زراعة بذورها بكل سهولة .
وصف شجرة البونسيانا
شجرة البونسيانا هي إحدى الأشجار المبهجة ، تتمتع الشجرة الملكية باللون الأحمر الداكن ، وفي بعض الأحيان يكون لونها برتقالي ساطع ، وهناك نوعاً ذو لون يميل إلى الأصفر الناصع ، تعتبر شجرة البونسيانا عشقاً لدى الكثيرين ، خاصةً أصحاب الذوق الكلاسيكي ، إذ تتمتع الشجرة الملكية بأهمية خاصة لدى تلك الفئة بالتحديد .
تتم زراعة شجرة البونسيانا من أجل قيمتها الجمالية في المقام الأول ، فهي من الأشجار الاستوائية المميزة ، حيث تتميز هذه الشجرة بلونها الناصع الذي يخطف الأنظار والقلوب ، وتتميز كذلك بتلك الأوراق الكثيفة التي تجعلها متفردة عن غيرها من الأشجار الأخريات ، لذا أطلق عليها اسم الشجرة الملكية ، على الرغم من أن اسمها العلمي هو ” Delonix regia ” .
شجرة البونسيانا ليست من الأشجار المهددة بالانقراض كما يزعم الكثيرون ، ففي الأماكن ذات الكثافة السكانية تتمتع شجرة البونسيانا بمكانة خاصة ، إذ تتم زراعتها في المناطق المأهولة ، بينما هي مهددة بالانقراض في البراري .
على نفس السياق نجد أن زهرة البونسيانا تتعرض للجفاف في بعض الفصول ، بينما يشتد عودها وتزدهر أوراقها في فصول أخرى ، ففي الهند تزدهر أوراق الشجرة بكل من يونيو وأبريل ، لكن في الغالب تزهر الشجرة الملكية بين شهري مايو ويوليو ، أي لمدة ثلاث أشهر فقط ، وهذا ما يجعلها من أشجار الربيع والصيف الأكثر شهرة . [1]
موطن شجرة البونسيانا
على الرغم من كون مدغشقر هي الموطن الأصلي للشجرة ، إلا أن شكلها الجمالي الخاطف للأنظار جعلها تسكن العديد من المناطق الاستوائية ، وكذلك العديد من المناطق شبه الاستوائية ، لأن ظروف نموها وازدهارها تتطلب مناخ تلك المناطق فقط ، فعلى سبيل المثال تزرع البونسيانا في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية ، وكذلك في مقاطعات بالهند .
وفي الوطن العربي تشتهر شجرة البونسيانا بشكل كبير ، خاصةً في مصر ودول شمال افريقيا والأردن ، لامتلاكهم طقس مناسب لنمو وازدهار الشجرة ، فشجرة البونسيانا تفضل المناطق الخالية من الصقيع ، فهي تتحمل درجة عالية من الجفاف والملوحة ، لذا تتم زراعتها في المناطق التي تتمتع بوصول أشعة الشمس ، فهذا يعمل على إزهار الشجرة بصورة أفضل .
تنمو شجرة البونسيانا كذلك في شمال الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي مناطق أوروبا المُطلة على البحر الأبيض المتوسط ، كما أنها تنمو في جنوب شرق أسيا ، وفي دول شرق أسيا مثل جنوب الصين وهونغ كونغ ، هذا بالإضافة إلى زراعة الشجرة على نطاق واسع من شمال أستراليا ، وفي جزر ماريانا الشمالية . [2]
شجرة البونسيانا الصفراء
كما ذكرنا أن البونسيانا تمتلك مجموعة من الألوان ، منها اللون الأحمر الداكن ، وكذلك اللون البرتقالي الناصع ، وكذلك اللون الأصفر الزاهي ، ولعل البونسيانا الصفراء تمتلك شعبية كبيرة في جنوب شرق أسيا ، لكونه موطنها الأصلي ، بينما لم تكتفي البونسيانا الصفراء بالمكوث في ذلك الموطن ، فلقد تم أخذ الشجرة الملكية الصفراء إلى مناطق متفرقة من العالم ، وسكنت أكبر الحدائق الوطنية .
تعيش البونسيانا بشكل رئيسي في ماليزيا وشمال أستراليا ، كما تتمتع الشجرة بشعبية كبيرة في جنوب ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية ، يصل طول الشجرة إلى 50 قدم ، أما عرضها فقد يصل إلى 2530 قدم ، حيث تتميز الشجرة بالأوراق العريضة التي تشبه أوراق الميموزا إلى حد كبير .
تتمتع شجرة البونسيانا من هذا النوع بأزهار صفراء ، تلك الأزهار نجدها تظهر بصورة أكبر خلال فصل الصيف ، حيث الظروف المناخية المناسبة لذلك ، على نفس السياق تتمتع هذه الشجرة بقدرة عالية على التكيف مع التربة ، كما أنها من الأشجار التي لا تواجه آفات خطيرة ، وهذا ما يجعلها منتشرة بشكل كبير في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية . [3]
كيفية زراعة بذور بونسيانا
إذا كنت ترغب في زراعة بذور بونسيانا في حديقة منزلك ، عليك اتباع مجموعة من الخطوات للحصول على شجرة بونسيانا مثالية .
قم بالحصول على بذور بونسيانا من أحد المشاتل الموثوقة ، من ثم قم بتجهيز ماء ذو درجة حرارة عالية .
يتم وضع البذور داخل هذا الماء لمدة لا تزيد عن ثلاث دقائق ، من ثم يتم وضع البذور داخل الماء ذو درجة الحرارة العادية لمدة لا تزيد عن 72 ساعة .
يتم زرع البذور خلال بداية الربيع ، وبالتحديد خلال منتصف شهر أبريل .
يتم الاعتناء بالتربة وروي البذور بشكل يومي ، مع عدم إضافة كمية كبيرة من ماء الري ، لأن كثرة الماء قد تؤدي إلى فساد التربة وتعفن البذور .
قم بالتعرف على أفضل أساليب التسميد المناسبة للبونسيانا ، ولا تنسى الاستعانة بالمتخصصين في هذا الشأن ، حتى تتمكن من الحصول على شجرة مثالية . [4]
فوائد شجرة البونسيانا
تم استخدام أجزاء شجرة البونسيانا في العديد من العلاجات التقليدية ، لنتعرف على أهم فوائد البونسيانا عند القدماء .
يستخدم جذر الزهرة وزهرتها ولحائها في علاج الالتهابات الطفيلية وكافة المشاكل الرئوية .
يستخدم عصير الزهرة في علاج القروح .
تساهم بذور الشجرة في علاج آلام الصدر ، والتخلص من صعوبات التنفس .
في غينيا الجنوبية يتم استعمال أوراق الزهرة في علاج الإمساك .
في إندونيسيا يستخدم لحاء الشجرة بعلاج الإسهال ، كما تستخدم جذور الشجرة المقطوعة في علاج التشنجات .
تستخدم زهور البونسيانا في علاج السعال المزمن ونزلات البرد .
يستخدم مغلي الزهرة كغسول للأسنان واللثة .
يستخدم مغلي الزهرة كذلك في علاج حصوات الكلى .
كانت جذور الشجرة تستخدم في علاج ” الكوليرا ” .
يستخدم مغلي أوراق البونسيانا في الوقاية من الملاريا ، كما يستخدم كذلك في تعزيز تدفق الحيض بصورة أفضل .
يستخدم السائل المستخلص من الزهرة كغسول موضعي للعيون . [5]
اضرار شجرة البونسيانا
على الرغم من المنظر الساحر الذي تتمتع به شجرة البونسيانا ، إلا أنها تمتلك مجموعة من الأضرار على الإنسان ، فمع تقدم عمر الشجرة تفقد قدرتها على حمل الأغصان الميتة ، ولأن تلك الأغصان ضخمة ؛ من الممكن أن يؤدي سقوطها فجأة إلى إصابة الأشخاص الذين يسيرون بجانبها ، كما يؤدي إلى إحداث تلف بالمركبات التي تقف بالقرب منها .
تعفن جذور الشجرة قد يجعلها عرضة للسقوط فجأة ، وبالتأكيد شجرة بهذا الحجم عندما تسقط بإمكانها أن تدمر ما حولها ، كما تمتلك تلك الشجرة نظام جذري غازي ، بإمكانه أن يؤثر سلباً على أعمال البناء ، وممرات المشاة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية .